تحتفل مصر الإثنين 25يناير 2021 بعيد الشرطة التاسع و الستون الموافق لذكرى ملحمة الإسماعيلية.
موقعة الاسماعيليه معركة الشرطة ضد الاحتلال فى 25 يناير 1952
كتبت: ريحاب سامى على الزيات

وقد دارت معركة الإسماعيلية البطولية يوم 25 يناير 1952 حينما رفض البوليس المصرى تسليم سلاحه و إخلاء مبنى المحافظة للقوات البريطانية وقد أسفر الإشتباك بين قوات الشرطة المصرية و القوات البريطانية عن إستشهاد 50 شرطياً مصرياً و جرح 80 أخرين و فى المقابل قتل 3 جنود بريطانيين و جرح 17 و قامت القوات البريطانية بالإستيلاء على مبنى محافظة الإسماعيلية ، وقد تحول 25 يناير إلى عيد للشرطة يحتفل به كل عام و أصبح كذلك عيداً قومياً لمحافظة الإسماعيلية إلى أن تم تغييره إلى 16 أكتوبر حتى لا يتعارض مع ذكرى ثورة 25 يناير و عيد الشرطة
فى صباح يوم الجمعة 25 يناير 1952 استدعى القائد البريطانى بمنطقة القناة “البريجادير أكسهام” ضابط الاتصال المصرى، وسلمه إنذارًا بأن تسلم قوات البوليس “الشرطة” المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وتخرج من دار المحافظة والثكنات، وترحل عن منطقة القناة كلها والانسحاب إلى القاهرة بدعوى أنها مركز اختفاء الفدائيين المصريين ضد قواته فى منطقة القنال، ورفضت المحافظة الإنذار البريطانى وأبلغته إلى وزير الداخلية “فؤاد سراح الدين باشًا” الذى أقر موقفها، وطلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام.
فقد القائد البريطانى أعصابه فقامت قواته ودباباته وعرباته المصفحة بمحاصرة قسم شرطة البستان بالإسماعيلية لنفس الدعوى، بعد أن أرسل إنذارًا لمأمور قسم الشرطة يطلب فيه منه تسليم أسلحة جنوده وعساكره، غير أن ضباط وجنود البوليس “الشرطة” رفضوا قبول هذا الإنذار ووجهت دباباتهم مدافعهم، وأطلق البريطانيون نيران قنابلهم بشكل مركز وبشع بدون توقف ولمدة زادت عن الساعة الكاملة، ولم تكن قوات البوليس “الشرطة” مسلحة بشىء سوى البنادق العادية القديمة.
قبل غروب شمس ذلك اليوم حاصر مبنى قسم البوليس “الشرطة” الصغير مبنى المحافظة فى الإسماعيلية، سبعة آلاف جندى بريطانى مزودين بالأسلحة، تدعمهم دباباتهم السنتوريون الثقيلة، وعرباتهم المصفحة ومدافع الميدان، بينما كان عدد الجنود المصريين المحاصرين لا يزيد على ثمانمائة فى الثكنات وثمانين فى المحافظة، لا يحملون غير البنادق.
واستخدم البريطانيون كل ما معهم من الأسلحة فى قصف مبنى المحافظة، ومع ذلك قاوم الجنود المصريون واستمروا يقاومون ببسالة وشجاعة فائقة ودارت معركة غير متساوية القوة بين القوات البريطانية وقوات الشرطة المحاصرة فى القسم، ولم تتوقف هذه المجزرة حتى نفدت آخر طلقة معهم بعد ساعتين طويلتين من القتال، سقط منهم خلالهما 56 شهيدًا و80 جريحًا وهم جميع أفراد جنود وضباط قوة الشرطة التى كانت تتمركز فى مبنى القسم، وأصيب نحو سبعين آخرين، هذا بخلاف عدد آخر من المدنيين وأسر من بقى منهم، ولم يستطع الجنرال “اكسهام” أن يخفى إعجابه بشجاعة المصريين فقال للمقدم شريف العبد ضابط الاتصال: “لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف واستسلموا بشرف، ولذا فإن من واجبنا احترامهم جميعًا ضباطًا وجنودًا”.



روعه وكلام رائع ومبدع